حتى في البلدان المتقدمة التي تتوافر فيها مياه صنبور تخضع لمتابعة دقيقة -كما هو مُفترض- يُفضل العديد من الأشخاص الاعتماد على المياه المعدنية في الشرب والطبخ بدلاً من مياه الصنبور، ويسود اعتقاد لدى قطاع عريض من الأشخاص بأن مياه الصنبور ملوثة بشكلٍ ما، أو على الأقل لا تُجاري جودة المياه المعبأة، لكن هل هذا الاعتقاد سليم من الناحية العلمية؟ في الواقع تختلف الإجابة عن هذا السؤال باختلاف مصدر مياه الصنبور وكذلك مصدر المياه المعدنية.
المياه المعدنية في الغالب هي إما مياه مستخرجة من آبار عميقة، أو مياه مُنتجة عن طريق إذابة ثلوج الجبال، وتُكلف المياه المعدنية من 100 إلى 1000 ضعف مياه الصنبور باعتبارها مياهً خضعت لرقابة مُحكمة أثناء كل مراحل إنتاجها، لكن في الكثير من الأحيان لا تختلف المياه المعدنية في أي شئ عن مياه الصنبور، بل إن بعض الشركات المنتجة للمياه المعدنية تقوم فقط بمجرد تعبئة مياه الصنبور في زجاجات جذابة بعد القيام بالقليل من عمليات المعالجة والتنقية وتبيعها مقابل فرق سعر كبير جدًا.
يظهر الفارق كبيرًا بين جودة المياه المعبأة ومياه الصنبور في البلدان النامية، حيث تتمتع مياه الصنبور بجودة منخفضة للغاية، وتتعرض للعديد من مصادر التلوث أثناء إنتاجها أو نقلها، وبالتالي تُصبح المياه المعدنية هي البديل الصحي الوحيد لمياه الصنبور، لكن في معظم بلدان العالم، لا توجد أي فروق تذكر بين النوعين، بل إن بعض الدراسات أشارت إلى أن العبوات البلاستيكية التي تُستخدم في تعبئة المياه المعدنية تنقل إليها موادً كيميائية وتتفاعل مع الماء الموجود داخلها بطريقة تجعلها مسببة للعديد من الأمراض على المدى الطويل، وأيضًا تُشير بعض الدراسات أن بعض أنواع المياه المعدنية تُنزع عنها الكثير من المكونات الضرورية لصحة الإنسان.
لذلك في المرات المقبلة التي تُنفق فيها أموالك على المياه المعدنية تأكد أنك في الغالب لا تفعل شيئًا سوى أنك ترمي أموالك على الأرض، وأنه طالما تتوافر لديك إمدادات مياه نظيفة ومضمونة، فليست هناك حاجة للحصول على احتياجاتك من المياه عن طريق مصادر أخرى.